لربا نهى الله عنه اليهود والنصارى قبل الإسلام قال عز وجل : (( وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ )) ( النساء: 161) ولكنهم تمردوا حتى وقع الفأس بالرأس كما يقول المثل ، لتأتي بعد ذلك البنوك المركزية في العالم هذه الأيام تقرر خفض أسعار الفائدة معلنة بذلك أن الربا هو السبب.
ولأن أمريكا تتزعم النظام الرأسمالي ، والرأسمالية تعني: تقديس المال ، فهو الغاية التي يصل إليها الناس دون ضوابط وبأي طرق ولو على حساب الإنسانية.
أليست الرأسمالية التي نظمت قوانين تبيح حرق وإتلاف المحاصيل الزراعية لكي توازن ين العرض والطلب ولو مات الملايين من الجياع.
أليست الرأسمالية هي المتسببة في الأزمة الغذائية التي حولت الغذاء إلى طاقة لترفيه أصحاب الملايين فأحدثوا مجاعة عالمية.
أليست الرأسمالية تعني أن زعماء الربا في العالم عبارة عن عصابات يتداولون المال بينهم، وهذا ما حذر منه الإسلام حين قال: (( كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )) ( الحشر: 7 ) .
إن منبع الأزمة من ألفها إلى يائها هو الوحشية الرأسمالية التي تكاد تصل إلى قمتها القائمة أساساً على جنون التعاملات الربوية التي بمقدورها أن تحقق انتصارات لفئات محدودة وكوارث للغالبية الساحقة من الناس، فالعالم الضعيف المدين هو الخاسر والعصابة الدائنة هي الرابحة؛ لأنها ترابي دون انتاج وتأخذ ربح مضمون دون خسارة.
إن الإسلام حرم الاستثمار القائم على المبالغة بالمخاطرة ( الميسر ) وحرم الاستثمار القائم على عدم المخاطرة ( الربا ) فإن أي استثمار يبدو في صورة لعبة من ألعاب الحظ هو حرام.
فخيارات الأسهم المكشوفة، وخيارات الفائدة، والعقود الآجلة تنطوي على قدر كبير جداً من المقامرة.
إن للربا نتائج وخيمة ويكفي أن أصحابه اليوم يتخبطون كالمجانين للبحث عن الحلول فلا يجدونها قال تعالى: (( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا )) ( البقرة: 275).
صحيح أن المرابين قد يدركون ربحاً وفائدة لكنها مؤقتة وممحوقة ؛ لأن الذي يمحقها هو الله القائل: (( يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا )) ( البقرة: 276) .
وبعد هذا الدرس على المرابين وخاصة المسلمين أن ينتهوا عن هذا الطريق .